Saturday, July 16, 2011

ثورة ....ما بين الشعب والمجلس العسكري

ثورة..ما بين الشعب والمجلس العسكري!!




أظن الآن مصر وشعبها أشبه بالقارب الغير مُحكم الذي يقف عند منحدر طريق ويتعرض لموجات أما أن تتسبب في إغراقه ،أو أن يتخطاها ركابه بأن يكونوا كتلة واحدة تستطيع التصدي لتلك الموجات بحكمة وشجاعة وعمل  يدفعوا به القارب للوصول لبر الأمان .


وبعدما أسدلت الثوارت العربية الستار عن مؤسسة كنا نظن أنها ملك الشعوب وهي مؤسسة الجيش إلا أن  الصدمة العارمة كانت لبعض الشعوب التي أكتشفت ان تلك المؤسسة تابعة لحكامها بشكل أو بأخر...فقد أثببت ثورة ليبيا وسوريا واليمن أن مؤسسة الجيش التي تنفق الدول من أموال شعوبها عليها قد أتي اليوم التي تضخ فيه نيرانها في وجه أبناء شعبها بعد خروجهم لرفض سياسة الحاكم ، الأمر الذي جعل دماء تلك الشعوب تنزف في أراضيها كصنبور مفتوح لا يجد من يغلقه  .


وإن كان الأمر أختلف في مصر حيث حسم جيشنا موقفه ببسالة مع الشعب يوم 11 فبراير وتولي إدارة المرحلة الأنتقالية والقيام بمهام رئيس الجمهورية ، و برغم أنتقاد وأعتراض العديد منا علي المجلس العسكري وشعورنا بالتخوين تجاهه تاره في مواقف وبإنقاذه للمواقف تاره أخري إلا أن العلاقة الأبدية بين الجيش والشعب لم تمس وستظل محفوظة حتي وإن مست العلاقة بين المجلس العسكري وقياداته وبين الشعب .

ثمة أوضاع تسببت في ذلك الشرخ بين المجلس العسكري وأبناء شعب مصر لأن هناك  أعتبارات لم يستوعبها المجلس هي أنه في ظل عدم وجود مجلس تشريعى يمارس الرقابة على أداء المجلس العسكري فمن حق الشعب أن ينتقد أدائه ويقترح عليه بدائل السياسات والأجراءات  وأن الشعب لن يقبل للمجلس أن يتولي إحكام أموره إلا  بشرعية وسيطرة عادلة لمصلحه البلد المتمثلة في مصلحة شعبه اولاً وليس مصلحة نظام اباده الشعب أو مصلحة أشخاص داخل المجلس نفسه.


ولكن...يظل سؤال الشعب مفتوح...لماذا أظهر المجلس للشعب انه غير متحمس لعهد جديد ولم يتجاوب مع مطالبنا في محاكمة رموز النظام السابق محاكمة جادة دون تباطؤ ، وظل يعامل الجناة بكل أحترام داخل سجن طرة في حين أن الفترة الماضية تم التعامل مع شباب ونشطاء سياسيين  من الشرطة المدنية والعسكريةً بالضرب والإهانة ،وكأنهم ينتقمون من الثورة التي صنعوها ،و لماذا لم يقوم  بحركة تطهير واسعة للشرطة والحكومة والقضاء ،لماذا لم يطلق الأمر لرئيس الوزراء أبن التحرير ليعين من يشاء وينهي خدمة من يشاء دون تدخل ،و لماذا تدخل في تعيين محافظين  وزراء لم ينتخبهم الشعب بل وأننا أبدينا تحفظنا الشديد عليهم  .


هذا التباطؤ والتأني مع تحقيق مطالب الثورة فضلاً عن وجود علامات استفهام عديدة حول مواقف وأداء المجلس العسكري خلق أنقسام للشعب بين فئتين أحدهم مؤيدة له بإستمرار والأخري قررت الأعتصام والتظاهر مرة أخري بعد الشعور بأن المسار الحالي لا يعبر عن مطالب الثورة وطموحاتها المشروعة والتي ظننا انها ممكنه بعد سقوط النظام  ،فضلاً عن فئة أخري تركت الأمر في ذمة المجلس ورئيس الوزراء وكلامهم تركز في تشغيل العجلة الأنتاجية وعدم اللجوء لأي أحتجاج أو أعتصام من شأنه أن يعرقل حركة العمل في البلد دون النظر أن الأنتاج  عجلة لابد أن توضع علي القضبان الصحيح قبل المطالبة بتحريكها بسرعة كي تتجه للمسار الصحيح، وبالتالي فعلي المجلس العسكري ان يساند الثورة بالفعل وليس القول ويحطم اركان النظام السابق دون الدفاع علي ابقائه لكي نتحدث بعدها عن عجلة الأنتاج التي يجب أن تسري في مسار سليم .


أما المعتصمون من الناحية الأخرى فحتي وإن أتفق العديد مع فكرة الأعتصام لتحقيق مطالب الثورة ودق جرس إنذار أن الثورة لها شعب يحميها ولن يتخلي عن مطالبها ،و مستعد للإطاحة بكل من يقف عائق لتنفيذ المطالب المشروعة لثروته ،إلا أن ما تشهده الميادين هو أن الثوار ليسوا في تيار أو توجه واحد وبالتالى فان الرسائل التى تصل منهم في نظر باقي الشعب متباينة للغاية ،وهو ما يجعل ناقوس الخطر يدق مرة أخري عن ضرورة تنظيم المعتصمين لوضعهم جيداً في كيانات قادرة علي أكتساب أرضية المواطنين في الشارع والسياسيين في منظماتهم لإيصال صوت واحد لشعب  واحد...من خلال طرح رؤية متكاملة  عن ماهية المطالب التي يجب أن يتوحد عليها الثوار ،ووسائل التصعيد المتفق عليها ..كي لا يخرج علينا من يتحدث أو يبدي فعل  بأسم الثورة والثوار وهو لا يعبر إلا عن رأي عدد وليس رأي الأغلبية التي شجعت الأعتصام..وحينها لن تستطيع أي قوي التغلب علي إرادة شعب حافظ علي ثورته.

 نحن الآن أمام
- ..مجلس عسكري مواقفه في نطاق المبهمه وسوء الظن تجاهه وارد ويشعر المتظاهرين أنه يتفضل عليهم بتجزئة الموافقة علي مطالبهم

- رئيس وزراء حتي وإن لم يكن من فلول النظام البائد ولكنه أثبت أن التحكم خارج نطاق سيطرته رغم ان معه قوة
شعبية من الممكن ان تسانده في أي قرارات حاسمة مشروعة لصالح الثورة

- معتصمين يرفضون نصف ثورة..وبداخلهم طاقة غضب يمكن أنم تتفجر كالبركان بوجه من يحاول العبث بمطالبهم

-إعلام لم يتعلم من أخطائه السابقة ويصر علي تجزئه الحقائق وتشويه الثوار  بشكل مباشر أو غير مباشر



لدينا جميعاً شعور أن المسار الحالى لا يعبر عن طموحاتنا التى باتت مشروعة ولكن المشهد في طريقه إلي الإزدهار و ما يحدث الآن يكاد يكون في مصلحة مصر حتي تفرز الثورة ما تبقي من فاسدين ومنافقين وأنتهازيين بعد ان استطاعت التخلص من رؤوس الفساد  فقد أتي الدور للتخلص من جميع بؤر الفساد الموجوده ،فلنجعل من الحوار بيننا كشعب صمام أمان للوطن وندعنا من سياسة التخوين والإختلاف في أمور ليست جوهرية مقارنة بأهداف الثورة  ونسلك مسار التوحد والتنظيم والسلمية مثلما أشتهرت ثورتنا به من البداية أمام العالم .

الديمقراطية هي الحل

انا مش حبه نتكلم ليه نعم وليه لأ علي التعديلات الدستورية لان ده شئ بالفعل كلنا بنتكلم فيه دلوقتي وأغلبنا بنبحث فيه

برغم اني ما زلت مش محددة موقفي بنسبة 100% من الرد علي التعديلات إلا ان شايفه كتير حددوا  أرائهم...ده كويس جدااا...وجميل ان في ناس محترمة اوي فكرياً وقانونيا من الطرف المؤيد للتعديلات...وناس محترمة فكريا وقانونيا من الطرف المعارض لها

وده إن دل علي شئ فيدل اننا أول مرة نعاصر ديمقراطية حقيقية بدل ما كنا بنعاصر ديمقراطية مزيفة عبرت عنها الشاعرة إيمان بكري بكلمات
 " ديمقراطية ومش هي بس الشبه عشره الميه ..9 علشان العالمية وواحد ليمون بالملوخية".....فعلاً للأسف كان ده وضعنا.

والاختلاف اللي حاصل بينا دلوقتي مش بس ديمقراطية وأمر طبيعي وصحي  ...لكنه بيدل علي قمة التوافق في أمر مهم جدااا وهو حب الوطن من الطرفين.

لكن اللي رافضه وجوده تماماا  هو الافتراءات علي من يختلف معنا في وجهات النظر...وإتهام اي طرف لغيره بقله الوعي او الانتهازية .

وده للأسف أمر لقيته من شخصيات كتير كنت بحترمها..بس بمجرد انها تعتبر وجهه نظر مخالفة ليها عدم وعي..ونختزل الموضوع ان الطرف الرافض للتعديلات  مش فاهم شئ ومش عايز الاستقرار لوطنه وبيتكلم بلا وعي...أو نختزل الموضوع ان المؤيد للتعديلات بيسعي لمصلحة فئة ما سواء الاخوان او الوطني ...ده من وجهه نظري هو قلة الوعي الفكري من اي من الطرفين.

كمان مشهد غريب اوي أن تلاقي حد بيعمل توجيه فكري للأخرين بأختيار نعم او لأ علي اساس ان رأيه هو الصح المطلق...كل واحد مننا ليه حرية التعبير عن رأيه،والمناقشه فيه،والجدال عليه..لكن محدش يقول ان ليه أدني حق يقول للغير أختار "نعم أو لأ".

عن نفسي عندي تحفظات علي التعديلات،وبالتالي لو تمت موافقتي عليها مش هتكون لاقتناعي التام بيها لكن لان عندنا 2 سيناريو فيما بعد الموافقة او الرفض علي التعديلات...من حقي انظر للاتنين واقيمهم واشوف انهم منهم يتناسب مع طبيعة المرحلة اللي احنا فيها والمرحلة الانتقالية القادمة ،واختار السيناريو الأفضل من وجهه نظررررررري بعد ما اكون اكتسبت اراء وتحليلات للوضعين من وجه نظر متخصصين من الطرفين.

أحنا كنا بنرفض الوصاية علينا فكريا كشعب من قبل أي من مبارك او نظيف او  من بعدهم عمر سليمان ،ودلوقتي بعد ما تخلصنا منهم بدأنا احنا نفرض وصايا علي  اختيارات وفكر بعض ومش نقبل الاختلاف ونعتبره أمر وارد وطبيعي.

وفجأة نلاقي ناس تتهم بعض بالعمالة،والانتهازية،واللاوعي، أو ناس يعتبروا نفسهم من القلة المفكرين اللي فاهمين صح عن باقي الشعب،وحاجات كده غريبه ملهاش لزمة خالص بصراحة بتثير استفزازي وبتقلل من احترامي لصاحب هذا الفكر لعدم احترامه وقبوله فكر غيره المختلف معاه،حتي وان قال لفظاً انه محترم الأختلاف  معاه لكن مجرد اتهامه بأي من العبارات والمعاني السابقة فهو مضمونا مش بيحترم الرأي الاخر.

في حاجة تاني تضايق جداا ان فجاة بقت كل الناس تشكك في كله واشتغلنا علي نظرية المؤامرة....شوية يقولوا الأخوان والوطني عايزين نوافق علشان مصلتحهم في التعديلات وياخدوا مجلس الشعب لحسابهم ويتحكموا...ومش عارفة ازاي بقينا بنقارن بين الأخوان والوطني انا شايفه ده ظلم اننا نقارن الوطني بأي حزب تاني...وشويه  تانين يقولوا اللي رافضين التعديلات مش فاهمين ان الجيش لو استمر حكمة هيبقي الوضع سئ وهيفرض علينا رئيس منه

كله بقي بيفتي بمزاجه....يعني انا عندي نقطة بسيطة هو  حد عنده شك ان مجلس الشعب القادم والرئيس  القادم هيتم اختيارهم من حد غيرنا...احنا الشعب...يبقي ليه االخوف...خايفين من اختيارنا ليه ما دام لاول مرة النتيجة نابعة من اختيارنا
الحقيقي دون تزوير

وانا شايفه اننا كده منفرقش حاجه عن النظام البائد اللي قعد يسوء في سمعة كل الاحزاب ويتهمهم اتهامات باطلة لاجل انجاح حزبه

احنا في عصر جديد...مينفعش نخاف من سيطرة الاخوان...ولا سيطرة أي حزب تاني...لاننا عندنا وعي زايد اوي عن الأول...والاختيار في أيدنا...ومينفعش نعامل الأخوان علي انهم جماعة محظورة زي ما كان النظام بيتعامل معاهم...هنعاملهم زيهم زي أي حزب تاني ننتقدهم ونسمعلهم ونختار منهم لو عايزين ونبعد عن اختيارهم لو رافضينهم.....بكل ديمقراطية وحرية بدون توجية...ايه بقي المشكلة اللي احنا بنزرعها دي....المشكلة فينا احنا والله

قعدنا نعمل مظاهرات وننادي بالديمقراطية ودلوقتي لما بدأنا نعيشها بنفقدها بنفسها وده يقول أننا محتاجين نتعلم يعني أيه ديمقراطية،ويعني ايه ان الاختلاف وارد، وإن رايي الصواب يحتمل الخطأ ورأي غيري الخطا يحتمل الصواب.

ممكن نقول ونلتمس العذر  ان السبب  في ده أننا سمعنا كتير عن الديمقراطية بس أول مرة نجربها ونعيشها.


ما علينا بغض النظر عن اختلافاتنا اللي بجد أمر صحي جدااا،إلا ان المهم اننا يوم 19 مارس بإعتباره اول استفتاء هتكون نتيجة حقيقية فوجودنا كلنا في لجان الاستفتاء هو المعيار الحقيقي للتغير الايجابي.

وبغض النظر عن النتيجة  اللي حتماً هتكون برأي الأغلبية...علينا كلنا تقبلها والسير فيما بعد علي سيناريو ما بعد قبولها ...هي دي الديمقراطية اللي عايزنها..واللي كنا بنحلم بوجودها.

وأخيراااً....الديمقراطية هي الحل

وفي مقولة رائعة أوي  لجيفارا يا ريت ندرك معناها...بتقول:
" أنا لا اوافق على ما تقول, ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد "



مجرد رأي
دعــاء جــابر

ثورة الشرفاء


ثورة الشرفاء


"لن يكون لدينا ما نحيا  من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت لأجله "
تلك المقولة التي أطلقها "جيفارا" وظننت مؤخراً  قبل ثورة 25 يناير أنها أصبحت تنطبق علي الأحلام والأماني الفردية وما عدنا نفكر أن المقصود منها كما أطلقها جيفارا الموت من أجل حياة الوطن بحرية ،وظننت اننا أصبحنا بلداء المشاعر ،توغلت فينا السلبية وجعلتنا نفقد الهوية الوطنية والعربية ونرضي بالهوان والطغيان.


حتي أتت ثورة 25 يناير لتعيد طلاء تلك  الأفكار الراقدة التي أولدها النظام والأحداث بداخلي وتحولها إلي نظرة لأروع المشاهد الوطنية رسمت حدودها دماء شهداء الثورة ،وحمل كاهلها الأحرار من شعب مصر وورسمت اروع صورة في تاريخ الثورات العالمية وخلقت داخل المصريين روح فرحة وثقة وأمل وذهول وغيرهم من أحاسيس مهما حاولت التعبير عنها بكلمات ستظل هناك مشاعر مخفية بين حنايا فؤادي لن أستطيع وصفها  .

ثورة 25 يناير ما هي إلا إنتفاضة حرة أتت علي خلفية إحتفان شديد من الشعب لما عاصره طوال 30 عام من تفشي أوضاع الفساد والسوء والظلم وإهدار الحقوق،نتج عنهم في النهاية إعلان العصيان بشكل سلمي ومطالب مشروعة وتنسيق شهد لنا العالم أجمع بروعته.


وحمداً لله أنتصرنا شباب الثورة  في معركة إسقاط رأس النظام وتمت الإطاحة به، وبدأ العمل الأهم من أجل بناء نظام سياسي ديمقراطي يحترم كرامة الإنسان ويؤدي إلى ظهور حكومة مسئولة تعمل للصالح العام ويمكن محاسبتها.

الرائع أن تلك الثورة أحدثت تغيرات سياسية وأعظم منها إجتماعية علي رأس تلك التغيرات تغيير لهجة الخطاب من المسئولين الرسميين إلى عامة الشعب وشعورهم أن قوة الشعب يمكنها تحطيم قوي النظام الحاكم مهما حاول تسليط جميع أنظمة الدولة العسكرية لصالحه،بالإضافة لأن جميع المناصب ستصبح بالإنتخاب الديمقراطي  . 

فضلاً عن أنها أولدت القوة في المطالبة بالحق بمشروعية دون الجرأه المتناهية التي يمكن ان تتيح الفرصة للعصيان الباطل،،وستجعلنا نري كيان الشرطة  الجديد يقوم بدوره الأساسي في خدمة الشعب وليس النظام الحاكم ومساندة جهاته السياسية،وأستطاعنا ان نضع الفاسدين في مرتبة المحاكمة  وجعلهم عبرة لمن يحاول ان يتبع نهجهم فيما بعد

والأهم هو الجانب الإجتماعي حيث أعادت تلك الثورة  نبض الحياه للشارع المصري فيما ظهر من مدي التكاتف الشعبي الغير مسبوق رغم الصعوبات التي واجهت البلد ،وأدرك معظمنا قيمة الانتماء للوطن والتلاحم وقبول الإختلاف ورأينا نموذج مشرف من الشباب في الشعور بالمسئولية تجاه مصر والإصرار علي تكملة الثورة برغم معوقات إبطالها من النظام،وظهر أيضاً في قيام الشباب بعمل لجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصة وحملات إصلاح الشوارع وتنظيفها  وتنسيق حركة المرور بعد غياب قوات الشرطة

وبالرغم من شدة ايام الثورة إلا انها نموذج لخفة دم الشعب المصري حتي في الأزمات ووضح ذلك من كم النكت والمواقف والتعليقات  واللافتات المضحكة التي خرجت تلقائية أثناء الثورة من الشباب المتظاهر او الشعب عموما والتي بهرت العالم أيضاً بمدي خفة الروح المصرية حتي وقت المعاناة  

وأعظم نتاج للثورة أننا أستطعنا تصحيح نظرة العالم كله تجاه مصر والمصريين وأصبحنا نرانا في عيون الغير بصورة مشرفة نفخر بها بإعتبار شبابنا نموذج  رائع يجب الاقتداء به وهو ما وضح في خطابات مسئولي الدول الغربية خلال الايام الماضية .


حتي تسببت تلك الثورة في النهاية في إصلاح ما حاولت مراراً وتكراراً الحلم بإصلاحه  ،وتسببت في إعادة الروح للشباب المصري الذي وصل لمرحلة حلم اغلبه بالسفر والهجرة خارج بلده للنهوض بذاته بعيدا عن ركاكة الوضع في  مصر..

والفخر كل الفخر لنا أن تكون ثورة 25 يناير بما أحدثته من تغيرات وشهدته من شجاعة وسلمية من المتظاهرين جعلت العالم بأجمعه يعتبرنا نموذج مذهل.. ما هي إلا نتاج شبابي في البداية تحول لشعبي في  طريقه،بعيدا عن تنظيمات  أحزاب المعارضة في مصر،والذين أثبت بعضهم أنهم اشكال كرتونية ركيكة الوضع غير قادرة علي  إحداث تغيير في الواقع السياسي،فضلاً عن موالاة بعضهم للنظام الحاكم.

و كشفت  الثورة حقيقة الإعلام المصري..صاحب الدور الأكبر في التستر علي بؤر الفساد ، وما كان عليه من نفاق وغياب المصداقية وفقدان الموضوعة  والشفافية ،والغريب ان نبرة الإعلام المصري تغيرت بعد الإطاحة بمبارك لمحاولة إثبات انهم كانوا ضحية جبروت نظام ديكتاتوري ،ولكن هذا لن يشفع في الرضا عنهم وعن تواجدهم في الإعلام مجدداً لأن الإعلامي الذي ينجرف وراء حملات التضليل وخاصة إن كانت القضية تهم وطنة وهو علي علم بحقيقتها فهو غير لائق بوجود مثله في الإعلام الشريف الذي نرغب في وجوده مستقبلاً.


ولكن بعد ولود الحرية ،وسطوع شمس الديمقراطية ،وعودة الأمل إلي أرواحنا ...علينا العلم ان مصر بعد الثورة مقبلة علي مفارق طرق متعددة وتتمثل في  شباب الثورة الرائعين الذين يصرون علي إحداث التغيير الجذري للتحول لدولة ديمقراطية،وغيرهم بعض بؤر التسلط من النظام المخلوع والتي ما زالت تتحكم بشكل غير مباشر ببعض الأوضاع وتفكر في كيفية إعادة هيمنتها ،او من أحزاب المعارضة الزائفة التي حاولت القفز علي الثورة بعد بدأها وكأنهم من صنعوها ، أو من القوي الخارجية التي تحاول الهيمنة لحماية مصالحها داخل مصر.


وهذه المفارق تدل علي أن التخلص من الحاكم ما هو إلا بداية الطريق لإحداث التغيير الذي ننشده وبالتالي فما زال يلزمنا تحمل المسئولية في إدارة المرحلة الانتقالية التي نعاصرها للتحول إلي التغير الديمقراطي والذي يتطلب التفكير بروح الجماعة بدلاً من الطائفية التي بدات تنتشر وأخشي ان تكون سبب في هدم ما أولدته الثورة من نجاح حتي الآن.

كما أن الوقت الآن ليس مجال للسير في طريق معارض للقوات المسلحة  بل يلزمنا السير في خط متوازي معها وإحترامها فيما لا يمس أهداف الثورة ،وبالتالي يلزم وقف الإعتصامات التي قادها جميع عمال وموظفي شركات مصر الايام الماضية والتي تسببت في إيقاف حركة العمل بالعديد من الهيئات ومن الممكن ان تحدث بلبلة حقيقية قد تضر بالثورة.

ولا أعني ان يقف هؤلاء عن المطالبة بحقوقهم المشروعة ولكن لكل مرحلة مطالبها وإصلاحاتها والوقت الآن يجب ان تكثف فيه جهودنا لتغيير الوضع السياسي وتطهير مصر من جميع بؤر الفساد ومن ثم البدء في إصلاح جميع القطاعات بشكل متوازي بدلاً من وقف العمل في الوقت الراهن بجميع الهيئات كما شهدت الأيام الماضية.


كما أننا يجب أن ندع المهاترات التي لا داعي لها في الإفتراء علي شخصيات بعينها من شباب الثورة ومنهم وائل غنيم في إتهامه بالماسونيه وأمور غيرها،أو في الخلاف علي عمل حزب لشباب الثورة ،أو في الحديث عن المادة الثانية من الدستور والتي لم يتحدث أحد من الأساس عن تغييرها والحديث فيها الآن ما هو إلا خلق مشاحنات غضب طائفية.

لا تدعونا ننسج خيوط المعاداة لبعضنا البعض من جديد بعد أن عادت أرواحنا للنقاء ،ولا تدعونا نتيح الفرصة لأن نكون ثورة صنعها شرفاء وأستغلها وورثها أوغاد .

إدارة المرحلة الإنتقاليه التي نعاصرها تكاد تكون أهم مراحل الثورة حتي  الوصول لبر الأمان ونصنع مشارف المستقبل كما يجب ان يكون ،والنهوض بكل قطاعات الدولة لن يتم إلا بمشاركة سواعد الشباب والخبراء من منظمات المجتمع المدني والمسئولين الوطنيين.


والحذر كل الحذر من تكون ثورتنا من صنع الشرفاء ويرثها منا أو يستغلها الأوغاد .



 دعــــاء جـــابر
17 /2/2011




ثورة غضب 25 يناير 2011


ثورة غضب قامت ورفعت حسها
قامت تنادي إن النهاردة صحوها
قامت وثارت حالفة تاخد حقها
من كل ظالم كان له فرصة لهدمها
 

ثورة شباب كان حاسس أنه وسط غابة
وأن اللي حاكم بلده شلة في عصابة
من غيمة الأيام بيحلم بالسلامة
وفي صدمة الأحداث بيتمني الشهادة

ثورة شباب كان حاسس إنه جايله دور
ويلقي نفسه فجأه غارق في بحور

ثورة شباب كان حلمه يهرب م السكوت
ويلاقي عدل وخير وحرية وسكون
 

ثورة شباب كان مالي قلبه بالإيمان
إنه يفك قيوده من ذل وهوان
نظام بيحكمنا نزع منا الأمان

ثورة شباب عارض بسلمية وأدب
علي كل صرخة آه سمعها وأكتئب
صمم تكون الثورة صوته اللي أنكبت
ويكون له في الميدان شهادة تتحسب
وكفاحه للتحرير تاريخ ليه يتكتب
 
ثورة شباب كانت حكومته بتخمده
ورموز نظامه حاولوا يمحوا خطوته
جابوا بلطجية وخونه يقفوا في سكته
فاكرين سلاح الموت هيضرب ضربنه
ويبث فيهم خوف وينهي ثورته

ثورة شباب إعلامه شوه سمعته
غير و و زور في حقيقه ثورته
قالوا عميل خاين أجندة بتحكمه
وبالرشاوي ووجبة كنتاكي تشكمه

لكن شبابنا قام وواصل سكته
قاوم وصمم إنه يضرب ضربته
وعزيمته زادت في مواجهة مُحبطة
ده لأنه مؤمن م البداية بفكرته

قال أن حريته في وصوله لرغبته
مش بالمساومة لحقه تبقي سكتته




دعـــاء جـــابر
6/2/2011


ملحوظة:حقوق التصوير محفوظة
الصورة الأولي...بعدسة الزميل أحمد رمضان مصور بجريدة الدستور
الصورة الثانية ...بعدسة الزميل أحمد ناجي  مصور بجريدة الشروق
الصورة الثالثة...بعدسة الزميل رافي شاكر مصور بجريدة الشروق
الصورة الأخيرة...بعدسة أميرة مرتضي أول مصورة صحفية بإسكندرية