Tuesday, June 15, 2010

هل ما نعاصره هو عصر الاحتباس الحراري؟؟؟



في الطبيعة، هناك توازن أزلي، صعود يقابله هبوط، حر يقابله برد، فقر يقابله غنى، ، قراءة يقابلها نقاش، معرفة يقابلها اختراع وحل للمشاكل.


في أواسط القرن الماضي ازدهرت عمليات المثاقفة بين أبناء الوطن العربي، فكانت أشعار أبي القاسم الشابي ومعروف الرصافي وأحمد شوقي وسليمان العيسى تُردد في صفوف الدراسة كما يتم تناول أشعار شعراء جاهليين وأمويين وعباسيين وأندلسيين. وكانت الرواية العربية والقصة القصيرة يتم مناقشتها في جلسات المثقفين بعد نشرها بعدة أشهر. كما كان هناك نظريات سياسية  يتم التعرف عليها من خلال إشارة مدرسي التاريخ أو الفلسفة في غرف الصفوف، وكانت (بسطات بيع الكتب) تشهد حركات استثنائية.



ماذا حدث؟؟؟؟؟
نحن شباب وبنات هذا الجيل اقلعنا عن عادة القراءة والمطالعة إقلاعا ملفتا للنظر حتى أصبح يُشار لأمتنا بأنها من أقل الأمم مطالعة وقراءة، في حين نجد مسنا أجنبيا أو فتاة أجنبية يمسك و تمسك بكتاب في قاعة الانتظار في مبنى مطار، وما أن تنتهي رحلة الطائرة حتى يكون الكتاب قد انتهى.



كان من يقرأ كتابا، يجد مجالا لتوظيف ما قرأه في نقاش، بسهرة مثقفين، أو اجتماع حزبي، أو في بهو ثقافي يستمع فيه المثقفون لأستاذ محاضر، أو شاعر أو روائي. وكان صغار الفتية يمارسون مثاقفتهم من خلال إصدار نشرات مدرسية (مجلة حائط) أو من خلال برامج تثقيفية يستحدثها مربو الصفوف المدرسية أو القادة الكشافة مثل بين فريقين أو المبارزات الشعرية.



وبمرور الوقت أندثرت هذه اثقافة  فأحس المثقف أو (مشروع المثقف) أنه لا حاجة به للقراءة، فتلك (بضاعة لا سوق لها)، وتحولت سهرات المعلمين والجامعيين للعب (الورق) أو مراقبة مباراة بين ناديين أجنبيين دفع اشتراك فك تشفير قناة التلفزيون فيها بما يفوق ثمن كتاب أو كتب. وانحبست الرغبة في الحديث بالشأن العام لعدم جدواها. وأصبحت تتجول في المنتديات الثقافية في (الإنترنت) وتجد عملا لمثقف زاره عشرة أو عشرون من القراء، في حين تجد مساهمة مثل (عد للخمسة واهدي وردة أو ساندويتش لمن بعدك) يتجمهر حولها آلاف المريدين.



هل نسمي تلك المرحلة بمرحلة الاحتباس الثقافي؟
وإذا كانت مسألة الاحتباس الحراري قد أقامت الدنيا ولم تقعدها، فإن مسألة مثل التي نمر بها بحاجة ماسة لمن يتناولها على أكثر من صعيد لمعالجتها

No comments: