Saturday, January 08, 2011

حتي لا ننسي



حتي لا ننسي!!!



بعد أن أغرقنا الحزن والأسي وفجر حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية بركان غضب أصاب جميع المصريين ،وبمجرد أن أنهينا اللحظات الأخيرة في عام 2010 بعبارات التهاني ورسم طموحات العام الجديد ، استقبلنا عام 2011 بجرحاً نافذاً جعلنا نستبدل تلك التهاني بعبارات تعازي علي فقدان الضحايا.

ومن هنا بدأت تتبلور الأحداث وتخرج أمور عديدة عن نصابها المفترض وهو ما ظهر في المصادمات الكارثية التي لحقت الواقعة بين بعض أفراد المجتمع والتي زادات من حالة الأسي وتسبب في إحداث تصدعات نفسيه من الممكن ان تودي بكيان مجتمع بأسره.

أعتقد أنه لا يمكن لأي من عقلاء المجتمع تصنيف حدث الكنيسة إلا تحت عدة بنود أولها أنه فعل إرهابي سواء كان مرتكبه فئة او منظمة او دولة او فرد ما ، وسواء كان مرتكبه مسلم او مسيحي او لا دين له ،إلا انه في النهاية يصب في قائمة الفعل الإرهابي ولا يندرج تحت مسمي اي دين من الأديان السماوية التي حرمت جميعها مثل هذه الأعمال الإجرامية بأبرياء ولذلك فبراءة الأديان من مرتكب الحدث أمر لا يحتتم قناعتنا بها من عدمها.

الأمر الثاني والأخطر هو أن الهدف من وراء هذا الحدث لا يغفل ايضاً علي أي من العقلاء أطفال كانوا او كبار وهو إشعال نار الفتنة الطائفية في مصر وخاصة أن إختيار موضع الحادث كان بمكان يمثل عبقرية نموذج المواطنة المصرية في تواجد مسجد من أكبر مساجد الإسكندرية وأعظمها مقابل لكنيسة من أكبر وأعرق كنائس الأقباط ،وحاولوا إشعال تلك الفتنة من خلال إستقطاب عناصر هوجاء متعصبة من الطرفين المسلم والمسيحي تنسجم نحو خرافات وهمية وتعصب لا داعي له تجاه بعضهم البعض.

وظهر ذلك سواء من جانب بعض الأخوة الأقباط بنسب هذا الفعل وتوجيهه علي انه ثأر تجاه المسلمين جميعاً وانهم بحاجه لإثبات قوة رد فعلهم عليه وانهم ليسوا بأقلية، او من جانب بعض الأخوة المسلمين بعدم إحتواء ثورة الغضب هذه والتنديد بأن رد الفعل المهاجم منهم لابد وان يقابله ردع في أي وقت وبأي شكل...حتي ظهر الأمر في النهاية علي أنه حالة من الهوجاء غفلت التصدي للجاني الأصلي للواقعة.

ونظراً لأننا نعيش في ظل وجود نظام أمني متقاعس عن معالجة قضايا مجتمعه منذ مرحلة نشأها قبل أن تصبح وباء عصري مثلما الوضع الأن في وباء”الأحقان الطائفية” ،فضلاً عن تقاعسه عن حماية أفراد مجتمعه برغم التهديدات لإغتيال الأمان الداخلي للبلد، وفي ظل نظام يعتقد ان حل المشكلة بتقديمه حلول سطحية تعتبر مسكنات للأوضاع .

وايضا في ظل وجود رجال دين من الطرفين المسلم والمسيحي لا يدركون أهمية دورهم في الدعوة للتعايش السلمي ومعالجة الأحقان الطائفية بعيداً عن تصعيد الأمور وما يترتب عليه من إنفلات أمرها عن التحكم فيه من مشاكله الطائفية.

وفي ظل وجود حالة من التعصب والهوجاء تسيطر علي ردود أفعال بعضنا تجاه البعض في مثل هذه الأحداث ا لكارثية.

فالحصيلة في النهاية لكل ما سبق بالإضافة لتواجد قوي خارجية تهدف لزعزعة الأمن القومي المصري بأعمال إرهابية إجرامية وإفتعال فتن ، هي أننا ننسج خيوط الأمل ونفتح الباب علي مصرعيه لتلك القوي لتفعل أعمالها الإجرامية وتحقيق أهدافها المنشود من إثارة الأحقان الطائفية ، ومن ثم التدخل في شئون مصر الداخلية واللجوء لأفعال أكثر وحشيه لتنشيط تلك الأحقان كل فترة وذلك بجعل الضحية من جانب المسلمين تاره والاقباط تاره أخري حتي تنفجر طاقات الغضب وتلهب الجميع وتتيح لهم الفرصة حينها للتدخل بزعم تطفئة النار.

ولذلك فإننا لابد أن نعترف أننا بحاجه لإعادة تقويم المجتمع بنظامه وأفراد شعبه حتي يصبح محصناً من الداخل تجاه مواجهة القوي الخارجية والتوحد جميعاً لإنتشال مصر من تحت أنقاض سياسات خارجية تضع مخططات لخرقها وتنتطر نجاح تلك المخططات حتي تتاح الفرصة للتدخل في شئونها.

العزاء في مثل هذا الحدث ليس للأقباط وحدهم  حتي لا يصدق البعض منهم أنفسهم  انهم الضحية الوحيدة في الأمر ، ولكن للمصريين جميعاً لأن الجرح لم يطل أبناء دين معين لكنه طال ابناء وطن واحد ،فتوحد الجرح ،واشهد الله أني كمسلمة في اشد حالات الأسي علي هذا الحدث الإجرامي الذي راح ضحته أبرياء من وطني ،والذين تعتبر ارواحهم ثأر علينا جميعاً رده.

ولهذا فقد حان وقت التكاتف من أجل مطارده خلايا العبث بمصر ومحاولة التروي أنه فتنة مفتعلة ومدبرة واننا بصدد مواجهة مخططات قوية يجب ان نردعها بضبط النفس والتصرف بعقلانية رد الحق من سالبه وليس من أطراف ليست مسئولة عنه.

وكفي لمثيري الأحقان من بعض الأفراد المسيحيين والمسلمين الذين تعاملوا بعصبيه وهوجائية طائشة في ردود افعالهم تجاه تلك المواقف وتصعيد الأمور تجاه بعضنا البعض حتي لا يأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا فريقين في مواجهة نفس الخصم